سلسلة مقالات أيمن نور التي تكشف حقيقة لقاءاته بالرئيس

تلقيت على حسابى الخاص بشبكة تويتر سؤالاً من الزميلة الصحفيه نورا يونس بمناسبة لقاء الرئيس مع المثقفين تقول فيه هل سبق لك حضور لقاء للرئيس ؟ فؤجدت لدى كماً من الذكريات وددت أن أسجلها فمنذ سنوات بعيده وانا اتلقى كل عام دعوه من رئاسه الجمهوريه لحضور اللقاء السنوى للرئيس مع الكتاب والمثقفين وظللت على قوائم المدعويين لهذا اللقاء خلال النصف الثانى من التسعينات وحتى بدايه الألفينيات ؛ ومضت أعوام قليله سقط فيها اسمى عمداً من قائمه المدعويين حتى عام 2005 ؛ حيث سقط هذا اللقاء كله من أجندة الرئيس !!

لا أعرف سببا محدداً لوضع إسمى على قائمة أسماء حضور الرئيس والمثقفين فى منتصف التسعينات ولكن أستطيع أن أفهم أسباب حذف إسمى فى السنوات الأخيره للقاء ، قبل إلغاء اللقاء لخمسه سنوات مضت حتى عاد منذ أيام ..

اللقاء قبل الأخير الذى حضرته كان تقريبا فى يناير عام 1999 ، وأذكر أنه صادف شهر رمضان ، وكان اللقاء بأرض المعارض ؟، حيث افتتح الرئيس معرض الكتاب ثم دخل للقاعه الرئيسيه حيث التقى عدداً من الكتاب والمثقفين وتبادل الأسئله والإجابات بعد كلمة قصيره ألقاها .

وجهت والأستاذ عباس الطرابيلى رئيس تحرير الوفد – وقتها – أسئلة للرئيس حول الدراسات الاقتصاديه لمشروع توشكى ، وحسابات الجدوى فى ذلك المشروع الذى كان يحظى فى هذا الوقت زخم كبير وإنفاق أكبر – وكنا فى البرلمان نناهض المشروع ونحذر منه !!

الرئيس تعامل بعصبيه شديده مع سؤال الطرابيلى ، وتعامل بلطف مع سؤالى !!

رغم وحدة الموضوع – وقال لى نصاً :/ يادكتور نور سأذهب يوم السبت الى توشكى وسأسطحبك معى كى ترى بنفسك ما تحقق على أرض الواقع !!

وعقب نهايه الجلسه ، وأنا أتوجه إلى باب الخروج ، وجدت عدداً من المسؤلين الكبار يتصايحون بإسمى ، وفى مقدمتهم الدكتور أسامه الباز ، والدكتور زكريا عزمى ، والدكتور سمير سرحان ، رئيس هيئه الكتاب – الراحل – طالبين منى سرعة التوجه للغرفه الملحقه بالقاعه حيث كان الرئيس . يجلس فيها عقب نهايه اللقاء ..

دخلت الغرفه لأجد الرئيس جالساً ، بينما باقى الحضور وقوفاً ، وبمجرد دخولى طلب الرئيس احضار كرسى لى بالقرب منه ، فتدافع الوزراء والمسؤلين فى حمل الكرسى !!

لحظات وتكرر نفس المشهد مع دخول الدكتور الراحل عبد العظيم رمضان المؤرخ المعروف .

بدأ الرئيس موجهاً حديثه لى ، ولرمضان ، حول الأزمة التى كانت تسيطر على تفكيره وهى أزمة العراق راوياً تفاصيل دقيقه لما دار بينه وبين صدام إبان تأسيس التجمع العربى الرباعى ، وكيف كان مبارك رافضاً أن يكون التوقيع على حلف دفاعى هجومى مصراً أن توقع مصر فقط على الشق العسكرى الدفاعى بعيداً عن إلتزامات فى حالهة الهجوم.

ظللت والدكتور رمضان نستمع للتفاصيل ولتفاصيل التفاصيل حول الموضوع مع الرئيس ولمده تجاوزت 30 دقيقه ثم قام الرئيس وصافحنا وتوجه لباب الغرفه ثم لخارج القاعه الى سيارته مغادرا المعرض ..

خرجت والدكتور رمضان وسط نظرات الدهشة والإعجاب والتقرب من المسؤلين والوزراء ونظرات الضيق من كبار الكتاب والصحفيين الذين أغضبهم بالطبع إنفرادي ورمضان بالرئيس لهذه المره وبهذه الصورة غير المعتاده ..

البعض بدأ يسألني وأنا في طريقي للخروج من القاعه وإلي جواري الدكتور رمضان عن مضمون مادار بيننا وبين الرئيس ؟ بل أن البعض بدأ تكهنات خارج السياق مستفسراً بخبث : ” خير إن شاء الله ” !! والجميع لم يكن يصدق أبداً أن الحوار كان منحصراً في ذكريات الرئيس مع صدام !!

قلت للدكتور رمضان يادكتور لم يكن مهماً أن تطرح هذا السؤال الذي استهلك معظم أو كل اللقاء الخاص مع الرئيس وكان أفضل ان نناقشه في أمورنا الداخليه .

توقف رمضان بعصبيه متفحصاً وجهي وقائلاً : أنا لم أطرح أي سؤال عن هذا الموضوع بل اتصور انك أنت الذي طرحت هذا السؤال وكنت كل دقيقه تمر في اللقاء أقول في سري منك لله ياأيمن !!

تبادلت والدكتور رمضان ضحكة مكتومه ممتذجة بالدهشة والحيره دون أن ندخل في مزيد من التفاصيل وخرجنا دون إجابه علي السؤال الصعب :” من طرح هذا الموضوع ” الذي إستهلك اللقاء مع الرئيس ؟!

وبعد 48 ساعه من هذا اللقاء سافرت مع الرئيس علي طائرته الخاصه إلي أبو سمبل ثم علي طائره هليوكوبتر صغيره إلي توشكي بينما استقل الوزراء والمسئولين من أبو سمبل لتوشكي أتوبيسات أعدت لنقلهم بينما كان عدد المرافقين للرئيس في طائرته الهليكوبتر لايتجاوز أصابع اليد الواحده .

وغداً سأعرض لكم تفاصيل الرحلة الوحيده ، التي سافرت فيها علي طائرة الرئيس وما استقر بوجداني من مشاعر وإحباط عندما عثرت علي إجابة واضحه لسؤال ظل يحيرني – حتي هذه الرحله – ، وهو كيف تدار مصر ؟!
{وكنت على طائره الرئيس (2-4)}

عرضت بالأمس تفاصيل اللقاء قبل الاخير الذى جمعنى بالرئيس على هامش لقاء المثقفين فى نهايه التسعينيات ، حيث طلبنى الرئيس وكذلك الدكتور عبد العظيم رمضان المؤرخ الراحل للقاء منفرد عقب لقاء المثقفين أجاب فيه الرئيس ولمدة نصف ساعه تقريباً عن سؤال متصل بعلاقة صدام والتجمع الرباعى ثم تبين لى ولرمضان أن أحداً منا لم يوجه السؤال ولم يطلب إجابة عنه (!!)

عقب اللقاء بـ 48 ساعه سافرت مع الرئيس على طائرته لتوشكى كما طلب ذلك كى نرى على أرض الواقع حجم الإنجاز فى إطار رد الرئيس على سؤالى فى اللقاء حول دراسات الجدوى الإقتصاديه للمشروع وهو ما جعل الرئيس يقول فى اللقاء المفتوح سأأخذك معى يوم السبت يا دكتور نور لتشاهد بنفسك حجم الإنجاز الكبير .

ركبنا طائرة الرئيس التى هبطت فى مطار أبو سمبل حيث كان هناك عدد كبير من الأتوبيسات تنتظر ركاب الطائره لرحله اخرى من أبو سمبل حيث كان هناك عدد كبير من الأتوبيسات تنتظر ركاب الطائره لرحلة أخرى من أبو سمبل إلى توشكى وهى مسافة لاتزيد عن ساعه وبينما كنت أتوجه مع ركاب الطائره إلى الحافلات المنتظره قال لى الدكتور زكريا عزمى الرئيس يريدك أن تكون معه على الطائرة الهليكوبتر التى ستنقله وعدد محدد مباشره الى توشكى !!

زادت دهشتى عندما دخلت الطائره الهليكوبتر الضيقه ولم أجد داخلها أى من الوزراء أو كبار المسؤلين وشعرت بالحرج عندما وجدت الحضور هم عدد لا يتجاوز اليد الواحده من طاقم عمل الرئيس بالرئاسه!!

أثناء الرحلة القصيره حاولت أن أعوض لقاء المعرض المنفرد بالحديث الى الرئيس حول بعض القضايا الداخليه التى تشغلنى وبعض ملاحظاتى على أداء حكومة الدكتور كمال الجنزورى وبعض المقريبن منه إلا أن دوران مراوح الطائره قطع أى أمل فى إستثمار هذه الفرصه حيث كان الصوت رهيباً وكأننا نجلس داخل خلاط أسمنت كبير طوال الرحله حاولت أن أرسم إبتسامه للرد على بعض الجمل التى لم تصل لأذنى من الرئيس وكانت معظمها فى الغالب تعليقات أو مجاملات إجتماعيه أو حديث عن أنواع الطائرات الهليكوبتر وما لحق بها من تقدم أزعم أنى لم اشعر به ، وظللت طوال الرحله أحاول أن أمنع نفسى من رغبه شديده فى القئ بفعل ضربات المروحه التى كنت اشعر بها داخل معدتى !!

عندما وصلت الى توشكى بدأت جوله محدوده فى مواقع العمل وللمجارى المائيه ومحطات الرفع والمولدات العملاقه التى لم يكن اى منها بدأ العمل فيه فعليا .

بعد نهايه الجوله دخلنا خلف الرئيس لموقع استراحه فاخر فى وسط الصحراء إلتقى فيه الرئيس بمرافقيه من الوزراء وبعض الضيوف – مثل عادل إمام ومثلى – فضلاً عن المسؤلين المحليين عن المشروع من وزارتى الإسكان والرى – (شاهد صور اللقاء والزياره على موقعى فى تويتر والفيس بوك )

فى اللقاء الذى تم فى الإستراحه بدأ الرئيس يستمع لشرح ما تم إنجازه من أعمال بمعرفة وزارة الإسكان والتعمير وكان المتحدث فى البدايه الدكتور محمد إبراهيم سليمان الذى بدأ حديثه بثقه على خلفية رسومات للمساكن التى ستقام للوافدين من الشباب والعمال موضحاً أنها تأخذ شكلا متعرجا ومتلاصقاً لتفادى مسارات الرياح المحمله بالأتربه والرمال .

تعليق سافر كان مصدره عادل إمام الجالس وسط القاعه قال فيه وانتم مضيقين على نفسكم كده ليه ؟! ووسط ضحكات المجامله بالقاعه قال الرئيس مقاطعاً سليمان إفتح شوارع بين البيوت ووسع الصحراء واسعه ليه تضيق على الناس ؟! حاول سليمان أن يعيد شرح أهمية وجود مسارات متعرجه لكسر الرياح الساخنه المحمله بالأتربه والرمال إلا أن الرئيس ضاق باسترسال الوزير وقال عبارات محرجه جداً وطلب منه الجلوس وأن يواصل الشرح إسماعيل عثمان رئيس شركه المقاولون العرب فى هذا الوقت وهو ما فهمه الحضور بأنه اشاره واضحه لخروج سليمان والوزير عثمان ؟!

عقب اللقاء شعرت بالتعاطف مع الوزير الذى تعرض لإهانات بالغه ، وحاولت أن اسأله لماذا لا يستقيل غضباً لكرامته ، ومشاعره ، التى تلقت طعنات بالغه ، إلا أن الرجل قال لى أنا لا أفهم فى السياسه ولست من أهلها أنا جندى فى موقع لا يغادره إلا بتعليمات القائد ؟!!

عدت ثانية على طائرة الرئيس ولدى قدر من الإحباط والضيق من المشهد الذى شف وكشف لى الطريقه التى تدار بها الأمور فى مصر ؟ والمنطق الحاكم للوزراء ولصناعة الأحداث والقرارت فى مصر ..

عدت بإحباط وضيق حملنى للصمت طول الرحله ، وتأمل ثمرة من الفساد أهدانى الرئيس نصفها ونحن فى رحله العوده بوصفها من إنتاج المشروع بينما هى فى تقديرى وفدت معنا من القاهره على الرئيس وعادت معنا على ذات الطائره !!

وغداً أعرض لتفاصيل اللقاء الاخير مع الرئيس وما شهده من صدام وتغير نوعى وصل إلى حد إتهام الرئيس لى علنا بالعمل بطريقه الجماعات الإسلاميه تم اتصاله بى تليفونيا مساء نفس اليوم قائلاً : “كنت بهزر معاك “!!
{عندما قال لي الرئيس : بلاش شغل الجماعات معايا ( 3-4 )}

عرضت في مقالي أمس الأول من أمس تفاصيل لقاءات جمعتني بالرئيس علي هامش لقاء الرئيس بالكتاب والمثقفين وكذلك تفاصيل الرحله التي سافرت فيها علي طائرة الرئيس إلي توشكي ومشاهداتي حول الطريقه التي تدار بها مصر منذ أكثر من عشر سنوات .

..اليوم أعرض اللقاء الأخير ، الذي تلقيت فيه دعوه لحضور لقاء الكتاب والمثقفين وكان هذا في عضوية عام 2000 إبان الإنتخابات البرلمانيه ، للفصل التشريعي السابع ..

.. كان مقعدي هذا العام في مقدمة الصفوف الأولي في قاعة الندوات بمعرض الكتاب ، وكان لدي كتاب يوزع في المعرض الذي إفتتحه الرئيس قبل اللقاء بعنوان ” الليبراليه هي الحل ” ..

.. الرئيس الذي كان يوجه بعضا من حديثه لي في العان السابق بقدر من التقدير والود بدأ هذا العام مشدوداً متوتراً كلما وقعت عيناه علي تحول بوجهه للنظر في إتجاه أخر وهو مالم يستوقفني في البدايه .

.. عندما جاء موعد تلقي الأسئله من المثقفين للرئيس وجهت سؤالاً للرئيس حول تصريحات نائب بالبرلمان الإسرائيلي ” وزير خارجيتها الحالي ” والتي توعد فيها بهدم السد العالي وضربه !! وهي التصريحات التي صدرت في نفس صباح يوم اللقاء !!

.. قبل أن ينهي الرئيس الإستماع لسؤالي قاطعني قائلاً :- ” إسمع يانور بلاش شغل الجماعات إياها دي معايا ” ؟!!

.. للحظه عقدت الدهشه لساني ، ثم رددت بدهشه مقطعاً من عبارات الرئيس مستفسراً منه : أنا جماعات ؟!! وذاد دهشتي أن يوجه لي هذا الإتهام في نفس يوم صدور كتابي ” الليبراليه هي الحل ” !! إلا أن الرئيس لم يرد علي سؤالي وأكمل حديثه في أمور أخري وسط دهشة الحضور وصدمتي من خطورة ودلالة هذا الخلط المدهش في المعلومات التي تصل لرئيس مصر عن أشخاص ومواقف الناس ومواقعهم علي الخريطة السياسيه !!

.. في نفس اللقاء تحدث الرئيس عن الناس التي وصل لها ملايين الدولارات من أمريكا لخوض الإنتخابات ، وكان إلي جواري كمال الشاذلي وزير مجلس الشعب الذي سألته في أذنه من يقصد الرئيس بهؤلاء فنظر الرجل إلي قائلاً : ربما يقصد الإخوان ؟!!

.. أثناء خروجي من اللقاء هالني الفارق بين حفاوة المسئولين . لي في لقاء العام السابق وتباعدهم عني هذا العام وهو ماستنفرني أن اتوجه إلي كمال الشاذلي الذي كان يقف مع الكاتب والمفكر أنيس منصور وقلت له : إذا كان الرئيس يفهم أني من أعضاء الجماعات كما قال فأنا ساقود العمل بإسمها من صباح غداً !!

.. حاول الشاذلي أن يلطف الموقف بدعابات خارج الموضوع إلا أن الأستاذ أنيس قال له : ألم تكن تشير برأسك والرئيس يقول هذا تأكيداً لصحة الكلام ؟!!

.. بعد أربعة ساعات ونصف الساعه دق تليفون منزلي الأرضي وأبلغني نجلي الأصغر شادي أن المتحدث علي الطرف الأخر هو رئاسة الجمهوريه ، وتحديداً كان مدير مكتب الرئيس الذي قال لي الرئيس بلغه إنك غاضب مما قاله لك في لقاء اليوم وأنا أبلغك أن الرئيس كان يداعبك وسيلتقي بك قريباً عقب عودتنا من زياره للرياض خلال الساعات القادمه !! قلت له أني أشعر بالصدمه أن تكون المعلومات لدي الرئيس مختلطه إلي هذا الحد !!

.. بعد نصف ساعه أخري دق التليفون مره أخري وتم تحويل إتصالاً مباشراً من الرئيس قال لي فيه لقد طلبت من سمير – يقصد سرحان – أن أتحدث إليك قبل اللقاء فقال لي الوقت ضيق فقررت أن أداعبك بهذه العباره !!

.. قلت للرئيس لكني لست جماعات سيادة الرئيس ؟!! فقال لي خلاص سأدعوك في عيد الشرطه بعد أيام وسأقول لك أنك شيوعي ؟!! فقلت لكني أيضاً لم أكن شيوعياً ولن أكون ؟! فأنا ليبرالي !! فضحك الرئيس وقال لي : خلاص هقولك المره الجايه إنك زي ماقلت كده !!

.. إنتهت المكالمه وقد زال بعض الضيق الشخصي في نفسي ، ودخل إليها ضيق أكبر وهو من المسئول عن وصول المعلومات للرئيس وكيف يمكن أن تبني مواقف بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع ..

.. بالطبع لم أذهب لاحقاً لحضور حفل عيد الشرطه ، واعتذرت عن عدة دعوات وافتتاحات أخري في ذات العام حتي اكتشفت خلفيات خطيره ومدهشه ومذريه وراء ماقاله الرئيس وكشفت الأحداث عن أكبر عملية تلفيق وكيد سياسي كان يمكن أن تدخلني السجون والمعتقلات في عام 2000 وليس 2005 .

.. حكاية أوراق ومستندات ملفقه تم الزج بها ودسها علي الرئيس سأعرض لها في مقالي القادم كاشفاً بالتفاصيل المذهله كيف تدار الأمور في مصر وكيف يمكن أن تتحول فجأه بورقة مزوره من أجهزة الأمن من مواطن شريف إلي عميل أجنبي في ذهن الرئيس !! فلا قيمة لكرامة وسمعة الناس في ظل نظام تقوده تقارير الأمن المغرضه والجاهله .

(هل يعتذر لى الرئيس مبارك بعد قراءه هذا المقال ؟! “4-4″)

..عرضت فى مقالى السابق لواقعه غريبه وملغزه تتصل بقول الرئيس لى فى اللقاء العلنى مع الكتاب والمثقفين عام 2001 عبارات خارجه عن السياق ، ودون مناسبه ، عندما قال :”بلاش شغل الجماعات اياها معايا “!!

..فى هذا الوقت ولشهور قليلة بعدها عام 2001 كنت أتصورأن الرئيس يقصد الجماعات الاسلاميه وعندما اتصل بى فى منزلى تليفونياً فى نفس اليوم أشار أنه كاد يداعبني وقال لي كنت بغيظك ؟!!وكان الحديث عن الجماعات الإسلاميه وليس غيرها ..

..وبعد شهور قليله ، تلقيت إتصالاً تلفونياً من الزميل المرحوم ياسر فرحات صاحب جريدة “الملتقى الدولى ” الذى أصر على دعوتي على عشاء بفندق “ميريديان ” جاردن سيتي وبالفعل ذهبت للعشاء لأجد مع الزميل ياسر إثنين من قيادات المخبارات العامه المصريه ، أحدهما هو اللواء أسعد حمدى وكيل المخابرات الذى أصبح لاحقاً مديراً لقطاع الأمن بالتليفزيون .

..وبعد دردشة سياسيه لمدة نصف ساعه أخرج اللواء أسعد من جيبه صوراً ضوئيه لشيك محرر بأسمى بلغه أجنبيه ، وقيمته 2 مليون دولار (!!) وطلب منى أن أفيده بمعلومات حول هذه الصوره لهذا الشيك !!

.. صورة الشيك الذى شاهدته لأول مره في حياتي في اللقاء تقول أنه يحمل رقم 7608230ومؤرخ في يوم 10/6/1998 بمبلغ إثنين مليون دولار امريكى وصادر لصالح أيمن عبد العزيز نور ومسحوب على فرع بنك “كريدي ليونيه ” فرع منطقه سفران وعنوان الفرع 10 ميدان جستون بوسيير ومخصوم من حساب الحزب (الشيوعي ) الفرنسي –-ومقره 13 شارع جنرال لوكليرك مدينه سفران !!والتوقيع على صوره الشيك بإسم “جون كلود روسى ” – رئيس الحزب الشيوعى –

..وأنا أقرأ وأتفحص صورة الشيك تذكرت كلام الرئيس في لقاء المعرض مع المثقفين ، عندما قال لي بلاش شغل الجماعات إياها ؟!! فهمت أن الرجل لم يكن يقصد الجماعات الاسلاميه كما توقعت !!

..تذكرت أيضاً مكالمته التليفونيه لى فى منزلى فى نفس اليوم عندما قلت له لأ أنا ليبرالى !! إذن الرجل لم يكن يمزح (!!) رغم شعوري بهذا في البداية لأنى لم أكن يوما ما شيوعيا ولا قريباً للشيوعيه !!

..فهمت من المسؤلين بجهاز المخابرات العامه ، أن الرئيس وصلته هذه المعلومات من أحد الجهات وأحال الأمر للمخابرات العامه ، التى فحصت الأمر لمده ستة أشهر كامله خارجياً وداخلياً كما طلبت تقريراً من الرقابة الإداريه وثبت من الفحص عدم صحة كافة الوقائع والشيكات التى لم يطلعونى عليها وتبقى – فقط – هذا الشيك الذي لم يتم التحقيق منه والمطلوب منى أن أساعدهم في الكشف عن حقيقته لإغلاق الملف برمته !!

إذن أن هناك شيكات اخرى من ارقام وجهات اخرى ، إطلعت بالفعل على تقرير الرقابة الإداريه الذي كشف أن لاتوجد لى من حسابات بالخارج – فى دوله فى العالم – وأن حساباتى فى مصر لاتزيد عن بضعة ألاف من الجنيهات المصريه وعشرات من الدولارات !!وكما تضمن التقرير الذى أعده ناائباً لرئيس الرقابه ووكيل للرقابه وآخرون أنه لاتوجد ثمه شبهه فى أى شئ له صلة بذمتى الماليه وأسرتى وزوجتى ووالدى وأولادى وأن الفحص انتهى لما يدعوا للفخر والشرف .. كان التوقيت لهذا اللقاء فى أول ديسمبر2001، وكان الطرف الأخر فى اللقاء “المخابرات ” فى غايه الأدب والإحترام والرغبة فى الوصول للحقيقه .

سألت اللواء أسعد حمدى ، ما هو المطلوب منى إذا كنت لاأعلم شيئاً عن كل هذه الأمور الملفقه إلا الآن ..ولا صلة لى بها ؟! فقال نعلم هذا والمطلوب هو فقط حسم أمر الشيك الأخير لإنهاء التقرير وعرضه على الرئاسه ويمكنك أن تساعدنا ..

.. توجهت بعد أيام إلى فرنسا ، ورفض البنك إفادتى عن أى شئ عن هذا الشيك إلا بعد الحصول على إذن من النائب العام الفرنسى قضيت أسبوعين في محاكم باريس وصولاً للإذن بالكشف عن سرية هذا الحساب ومدى صحة صورة الشيك من عدمه !!

.. أسبوعين كان من بينهما عيد الأضحى قضيتهما خارج بلدي ويعيداً عن أسرتى وأولادى أهيم كل يوم – بعد نهاية ساعات العمل بالمحاكم – في شوارع باريس أسأل نفسي ما هذا الظلم ويقتلني الفضول لمعرفة الذي خطط ودبر ونفذ هذه المؤامره ..

.. صدر الحكم وذهبت مع محامى عربي لفرع البنك في قرية سيفرن التى تبعد 40 ميل عن باريس العاصمه لنجد هذا الفرع لا يتجاوز محل الصرافه فى بير سلم أحد العقارات الريفيه !! مدير الفرع أصيب بصدمة عصبيه عندما سمع رقم الشيك ، وقال سافرا : لم يدخل إلينا أو يخرج من لدينا هذا المبلغ منذ إنشاء هذا الفرع !!

.. بحثنا في ملفات الفرع منذ 1981حتى عثرنا على رقم الشيك وأنه صادر ضمن دفتر شيكات لمواطن مصري كان مقيما في سيفرن يدعى يحي عبد الجابر فذهبنا إلى عنوانه فرفضت سيده فرنسيه أن تتحدث إلينا عنه بعصبيه بلغت حد السب والقذف !!حصلنا من الجيران على رقم تليفون الرجل في مصر وإذ به يكشف لنا المفاجأة الصادمه ..

.. فهذا الرجل هو المصري الذي خطف نجلتيه لمصر من أمهما الفرنسية التي حضر شيراك يوم لمصر وتسلم الطفلتين لإعادتهما لوالدتهما الفرنسية وهى واقعة شهيرة في هذا الوقت وتمت بعد إلقاء القبض على الرجل في أمن الدوله فى القاهره ومصادرة جواز سفر الرجل ودفتر شيكاته الفرنسى الذى ظل في أمن الدوله ، التي انتزعت أحد أوراق الدفتر واصطنعت بها هذه القضية الملفقة وأرسلتها للرئيس مباشرة !!

..أضع أمام الرأي العام المصري ولأول مره – على موقعي في تويتر والفيس بوك وعلى موقع الدستور صوراً ومستندات لهذه المهزله وأهمها صورة الشيك وخطاب البنك الفرنسي ، وترجمته المعتمده من فرع البنك في القاهره فى 13/12/2001 والذى أكد تزوير هذا الشيك بل إن الحزب الشيوعى ليس له حسابات بهذا البنك والأخطر أن الرجل صاحب التوقيع على الشيك فارق الحياه – منذ 15 عاماً – أي منذ أن كان عمري 19 عاماً .

..هذا الخطاب وتقرير الرقابة الإداريه وغيرهما تحت يد الرئيس منذ تسعه سنوات !! فهل فكر الرئيس أن يعتذر عن جريمة أجهزته الفاسده وعما قاله لي علناً فى يناير 2001