شباك نور :شركة فاشله تدير مصر !!‏

لا أعرف كم كان الرئيس مبارك مصيباً ام مخطئا ً، عندما استشعر منذ بداية سنوات حكمه أن غياب الملكات الشخصيه ((الكاريزميه )) لديه تستدعى منه تدخلاً لتعديل الأوزان النسبيه للمؤسسات فى مصر ؟! ليصل بها جميعاً لنقطة الصفر فيصبح هو الرقم الوحيد فى هذه الأمه !! والرمز الوحيد فى هذا الوطن !!

.. لقد تعمد الرئيس منذ سنواته الأولى أن ((يقزم)) جميع المؤسسات والسلطات فى مصر ، وفى المقابل يضخم من حجم مؤسسة الرئاسه التى تضخمت فى عهده إلى درجة غير مسبوقه فى أى عهد سابق .. ولم تكن مصادفه أن يواكب حالة التضخم فى مؤسسة الرئاسه فى سنوات مبارك تقزيم ، وإختصار ، وتقليص ، لجميع المؤسسات والسلطات الأخرى ، وفى مقدمتها السلطة التشريعيه ، التى حولها مبارك إلى قاطره تلهث خلف إشارته ، ورغباته ، وتوجيهاته !!

.. فى عهد الرئيس مبارك انقلب كل شئ وباتت كل الأوضاع معكوسه ، وعرفت مصر انتخاباً عكسياً فالأفضل يرحل والاسوأ يبقى .. وإذا رحل يأتى من هو أسوء منه .

فى عهد العلم المقلوب شهدت مصر برلمانات ممسوخة الملامح ، مجروحة المصداقيه ، تصطرع مع بعضها البعض ، فى إفراغ دورها من مضمونه ، لتكون دائماً هى مصب اللعنات من الأمه ، بوصفها كيانات تمثل بها وبمصالحها ، بدلاً من أن تمثلها ، وتدافع عن مصالحها ، وليبقى الرئيس دوماً هو العلم وهو المخلص ، والمنقذ ، والذى يتدخل فى اللحظه الأخيره – إذا تدخل – ليصلح ما أفسدته السلطة التشريعيه ..فالشر هو من صنعها والخير دائماً من الرئيس وما يروق للناس هو من وحى أفكاره وما ينكد عليهم ، وينتقص من حقوقهم هو من البرلمان الذى اختاروه فلم يحسنوا الإختيار !!

.. شهدنا وزراء أجانب يتولون الحكم فى مصر يبيعون لأنفسهم أسهم الدوله وأراضيها فالسلطة التنفيذيه التى لم تعرف عبر ثمانى حكومات إلا إنحداراً وتدنياً فى حجمها ووزنها .. فإذا كانت هذه السلطه التى جلس علي قمتها فى بداية سنوات مبارك فؤاد محيى الدين ، فقد ظل المنحنى ينخفض حكومة بعد أخرى إلى أن وصل بنا الحال إلى عاطف عبيد ، ثم أحمد نظيف ، وإلى مجموعة من المديرين وليسوا وزراء سياسيين ، بل مجرد ((تكنوقراط )) ومن وزراء " التكنوقراط " إلى الوزراء رجال الأعمال وخدمتهم ممن حولوا مجلس وزراء مصر إلى مجلس إداره شركه فاشله يسعى كل عضو فيها أن يحقق صوالحه الخاصه ومصالح أسرته وزيادة ثرواته وممتلكاته .