في حواره مع فيسك.. نور يشن هجوماً ضارياً على الإخوان والنظام المصري

تحدث الكاتب الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك في مقالة له نشرتها جريدة ''الأنتدبندنت'' البريطانية يوم الخميس عن زعيم حزب الغد الدكتور أيمن نور الذي إلتقاه في العاصمة اللبنانية في بيروت وأجرى معه حواراً قبل أيام من إجراء الانتخابات البرلمانية المقرر لها يوم الأحد المقبل.

وقال فيسك إن خوض نور الانتخابات الرئاسية الماضية أمام الرئيس مبارك كلفه المكوث خلف القضبان أكثر من أربعة سنوات، مشيراً إلى أنه يتواجد في بيروت الأن أكثر منها في القاهرة بالرغم من إجراء الانتخابات البرلمانية، ويعبر عن ازدارئه للسياسة الأمريكية التي تساند الأنظمة العربية الموالية للغرب والتي توصف بـ ''المعتدلة'' ويصفها نور بـ ''الديكتاتورية'' مثل الأنظمة الحاكمة في مصر، والأردن، والسعودية، والجزائر ، وتونس، والمغرب''.

وأوضح فيسك أن حزب الغد – الذي لن يأتي بحسب الكاتب البريطاني – أعلن مقاطعته للانتخابات البرلمانية المقبلة التي يقول عنها نور أنها ستزور مثلها مثل غيرها من الانتخابات الأخرى التي جرت منذ أيام الرئيس الراحل أنور السادات.. ''أعتقد أن ما سنشهده آخر الأسبوع جزء تراجيدي؛ جزء كوميدي.. كوميديا سوداء.. أتريد الذهاب للقاهرة يوم السبت روبرت؟ ربما ستذهب للمرح''.

يقول فيسك إن نور الذي يمتهن المحاماة سبب ضيقاً الرئيس مبارك مثلما فعل المحامون في باكستان مع الرئيس مشرف قبل سقوطه، والواقع أن سجن نور قبل إجراء انتخابات الرئاسة في 2005 أظهر غضب الرئيس مبارك، وبعد الانتخابات - التي لم تخضع لرقابة أجنبية وفاز فيها نور بـ 7% من أصوات الناخبين وفقاً للروايات الرسمية، و25% وقفاً لروايات أخرى – حكم على نور بالسجن خمس سنوات بتهمة تزوير توكيلات رسمية لإنشاء حزب الغد''.

ويؤكد فيسك أن إقامة نور في السجن لم تكن طيبة، فهو لايحب التحث عن تلك الفترة من حياته ويقول ''لاأريد للأجيال القادمة أن ينتابهم الخوف أو الرعب من الدفاع عن أنفسهم''، لكن فجأة انتشرت على الانترنت صوراً تظهر كدمات في أجزاء من جسمي، فهم منعوا عني الطعام والعلاج – يعاني نور من مرض السكر – ومنعوني أيضا من الصلاة؛ وحرس الشجن كانوا ينفذون الأوامر التي تصدر لهم لجعل حياتي بائسة''.

يقول فيسك على لسان نور ''إن الرئيس مبارك يعلم أن منافسيه سيتم التنكيل بهم، مشيراً إلى أنه تعرض لضرب مبرح على أيدي ضباط من السجن في 17 مايو 2007 عندما نشر مقالاً بجريدة الدستور عنوانه ''ماذا يحدث عنما يرحل مبارك''.

وأشار الكاتب البريطاني إلى أن سجن أيمن نور أغضب إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش وتحدثت عن ذلك الأمر وزير الخارجية وقتها كوندليزا رايس والمتحدث الرسمي باسم الخارجية عن ذلك الأمر.

ووصف نور جمال مبارك عندما سأله فيسك عنه بقوله ''ليس لدي الكثير لأقوله عن شخص لا يملك مميزات ولا كاريزما. رجل لم يخض أي انتخابات طوال حياته، ولم يكن قائداً، فصانع القرار وصانع قرار في وسيلة غير دستورية، هو رئيس قيد الإنشاء ومصنوع من البلاستيك، وغير إنساني، يمكنك الحديث عن الأشجار والأزهار لكن ليش عن شيء كهذا مصنوع من البلاستيك؛ إنها ليست حياة''.

ووجه نور انقادات لاذعة للرئيس مبارك وقال كلاماً حاداً عنه، إلا أن فيسك رد عليه إن مبارك ليس بهذا بهذا السوء الذي وصفه نور به وقال ''رأيته وهو يربت على كتف الرئيس الراحل حافظ الأسد وهو يواسيه في وفاة نجله باسل في حادث سيارة بالقرب من مطار دمشق، وهو الأمر الذي لم يثر تعاطف نور.

وتحدث نور عن لقاءه الأول بالرئيس مبارك عندما تولى السلطة وكان نور وقتها في السادسة عشر من عمره ويرأس اتحاد طلاب مصر. وقال ''حاولت وقتها التحدث إلى الرئيس لسؤاله عن عودة قانون 1976 الخاصص بتنظيم انتخابات اتحاد الطلبة والذي أُلغي بقانون 1979 الجديد، إلا أن الرئيس قال له نحن نتقدم للأمام لماذا نرجع للخلف ثلاث سنوات؟، فرد عليه نور ''معي 40 ألف توقيع من الطلبة، فقال مبارك ''هل أنت متأكد من أنهم 40 ألف؟ سأعدهم واحداً واحداً.

وأضاف نور ''لم أصدقه وقتها، ما هذا النوع من الرؤساء الذي لديه الوقت ليحصي 40 ألف توقيع!!''.

ويرى نور أنه كان يجب على جماعة الإخوان المسلمين مقاطعة الانتخابات أنهم سيندمون على مشاركتهم فيها، لأعتقاده بأن ستزور، وقال ''الإخوان بمشاركتهم يعطون الشرعيى للنظام، وعندما تم إخبار الرئيس مبارك بأنه كسب الانتخابات بنسبة 99% أخبر وزيره أن هذا كثير خفض النسبة، وهذا ما أقره الرئيس مبارك في حواره مع إحدى الجرائد''.

ويصر الدكتور أيمن نور أنه يمكن أن تكون هناك ديموقراطية حقيقية في مصر إستناداً على الماضي حيث – بحسب نور – كان هناك نوعاً من الديموقراطية سنة 1860 وما بين 1924 و1952 كان هناك دستور ليبرالي؛ كانت هناك ديمقراطية جزئية عندما كان البريطانيين يحكمون مصر. وعندما نقارن الديمقراطية في مصر في الماضي والحاضر – عندما لا يكون لدينا حياة سياسية أصلاً - يمكننا الاعتقاد بديمقراطية حقيقية بالقوة''.